أدب الحوار وأصول النقاش
كتب : عبدالباقي الفحصي
ما شاء الله قدر وفعل وشاءت حكمته سبحانه وتعالى أن يخلق الخلق مختلفين في الأشكال والألوان بل والطبائع
والعقائد والأفكا ر قال الله تعالى
:{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلسِنَتِكُمْ وَأَلوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَات للعَالمِينَ(22)}
ما شاء الله قدر وفعل وشاءت حكمته سبحانه وتعالى أن يخلق الخلق مختلفين في الأشكال والألوان بل والطبائع
والعقائد والأفكا ر قال الله تعالى
:{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلسِنَتِكُمْ وَأَلوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَات للعَالمِينَ(22)}
فلا يمكن على الاطلاق ان ترى اثنين متفقين في كل شيئ
فهذا أمر قدري وهذا الاختلاف بين الخلق اختلاف فطري
فليس الخلاف مقصوراً على الدين والعقائد بل وكذلك في الأفكار في الفهم والاستدلال فدلالة النصوص نوعان : دلالة حقيقية، ودلالة إضافية
أما الدلالة الحقيقية لأي نص لأي قول فهذه لا تختلف لأنها تابعة لقصد المتكلم
أما الدلالة الإضافية فهي التابعة لقصد المستمعين وهي تختلف باختلاف أعداد المستمعين
فأنا أتكلم الآن وعلى سطح الكون ملايين من البشر فكل واحد من هذه الملايين له فهمه لدلالات النصوص التي أؤكدها
فدلالة النصوص بالنسبة للمستمعين دلالة إضافية وليست دلالة حقيقية تختلف باختلاف أعداد المستمعين
فالناس متفاوتون في فهم النصوص وفهم الأدلة
ومتفاوتون كذلك في البيان والاستدلال
فهذا الاختلاف إذن أمر طبيعي، أمر فطري
الناس تختلف حتى في بصمة الصوت وفي بصمة اليد وفي بصمة القدم
لا ترى اثنين متفقين في كل شيء بل لا بد أن ترى هذا التباين والاختلاف
ولكن هل معنى ذلك أيها الأحبة أن نختلف فيم بيننا في أي قضية مطروحة إلى الحد الذي يخرج فيه المتحاورون
عن أدب الحوار وعن أدب النقاش وعن أصول الحوار
وأن نقدم العصبية البغيضة وأن نعلي شأنها
وأن نعلي شأن المصالح الفردية والنزاعات الشخصية بحيث يضيع الحق في هذا الصراخ وفي هذا التطاحن
الذي نراه الآن على شاشات الفضائيات وعلى الجرائد والمجلات بل وفي الشوارع والطرقات والمجالس والمنتديات
بحيث يضيع الحق في هذا الضجيج والصراخ والعويل الذي يسمى بالحوار.
الحوار له أصول. الحوار له أدب.
وأنا لن أشرق ولن أغرب
لأن البعض يتصور أن أصول الحوار إنما هي أصول غربية
وأنا أؤكد لشبابنا واخواننا
أن الذي علمنا أصول الحوار وادبه هو نبينا المختار عليه الصلاة والسلام
فهذه أصولنا نحن وهذه مبادئنا نحن
أصول الحوار في الإسلام ليست شرقية ولا غربية
إنما هي أصول محمدية نبوية
تنبني على العدل والأدب والحكمة وصحة القصد وحسن النية
واحترام الآخر وعدم إساءة الظن بالآخر وعدم اتهام الآخر
أصول يبينها لنا ديننا العظيم ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
ولكن تعالوا بنا لنبدأ هذه الآداب بنقاط محددة سريعة
ثم لنطوف بكم في هذا البستان المحمدي الجامع الماتع
لنعلم يقينا أن من علم الدنيا ألادب وأصول الحوار هو نبينا المختار صلى الله عليه وسلم
أرى أن أول أدب من الآداب الذي ينبغي أن يتحلى بها المتحاورون أن يتحلى الجميع بحسن النية وصحة القصد
ما الهدف من هذه الحوارات الساخنة
ثم أيساغ ويستساغ أن نطرح الإسلام الآن قضية للحوار والنقاش؟
أمن المستساغ أن نطرح الإسلام كدين قضية للحوار وللنقاش؟
والجواب : لا
الإسلام ليس قضية مطروحة للحوار
الإسلام ليس قضية مطروحة للنقاش
بل الإسلام هو الحاكم على أي قضية تُطرح للحوار والنقاش
اكرر هذا الكلام لجلاله.
أقول الإسلام ليس قضية مطروحة للنقاش
لا في فضائية من الفضائيات ولا في مجلس من المجالس
سواء كان هذا المجلس رسمياً أو غير رسمي
الإسلام بالقرآن والسنة بأركانه وأصوله وثوابته
ليس قضية مطروحة للنخبة من المثقفين أو الليبراليين أو العلمانيين أو المفكرين أو الأدباء
أو حتى العلماء
الإسلام ليس قضية مطروحة للحوار أو للنقاش
بل الإسلام هو الحاكم والحكم على أي قضية تطرح للحوار والنقاش
ومن ثم فينبغي على المتحاورين على الفضائيات وعلى صفحات الجرائد والمجلات
أن يعلموا فيما يتحاورون وأن يقفوا عند حدود النقاش والحوار
فللحوار وللنقاش حدود
لا ينبغي لأحد مهما علا كعبه ومهما كبر قدره وقيمته وعلمه أن يتجاوز هذه الحدود
ليجعل من القرآن أو من السنة الصحيحة للنبي عليه الصلاة والسلام أو بركن من أركان الدين أو من الثوابت والأصول في ديننا أن يجعل من هذا كله قضية مطروحة للأخذ والرد وللقيل والقال وللنقاش
فالمسلمون على وجه الأرض عامة وفي المغرب خاصة
لن يقبلوا أبداً أن يُطرح كتاب ربهم وأن تطرح سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
للحوار وللنقاش
مهما علا قدر المتحاورين والمناقشين
هذا أصل لابد أن يكون واضحاً جلياً راسخاً في القلوب والعقول
وها أنا ذا أخاطب به الآن النخبة في المغرب ليعلم كل أحد في ما يحاور.
وليقف على حدود الحوار والنقاش
أول أدب أن نصحح النية وأن نحدد الهدف
أنا أسأل الآن المتحاورين على شاشات الفضائيات ممن يريدون أن يزعزعوا أمن هذا البلد واستقراره بهذه الشائعات والشكوك وإثارة الفتن باسم النقاش وباسم الحوار وباسم الحرية
لا ينكر أحد أننا نعيش الآن عصر من عصور الحرية لم نتنفس شذاها بهذا العبير من قبل
ولكن!
هل معنى ذلك أيها العقلاء وأيها الأوفياء وأيها السادة من المثقفين
هل معنى ذلك أن تكون حريتنا حرية متفلتة من الضوابط الشرعية ومن القيم المنهجية والأخلاقية؟
هل معنى ذلك أن تكون حريتنا حرية منفلتة من كل قيمنا لمجتمعنا المسلم؟
هل هذه هي حقيقة الحرية التي ناديتم وتنادون بها ؟
بئس الحرية إذن!!
أن يقول كل واحد منا ما يشاء وما يريد حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين وعلى حساب المصلحة العليا لهذا البلد والوطن
بئس الحرية إذن!!
هذه ليست حرية شرعية
وليست حرية منضبطة بضوابط القرءان والسنة
فالإنسان حر في قوله وفعله ما لم يؤذي الآخرين
فضلا عن أن يكون ضرره واقعاً على المجتمع بأسره
ألم يقل نبينا الصادق: [لا ضرر ولا ضرار]
[لا ضرر ولا ضرار]
والحديث رواه احمد وابن ماجة والحاكم وغيرهم بسند حسن
بل وهناك من أهل العلم من صححه بمجموع طرقه
لا ضرر : والضرر هو ما لك فيه نفع وعلى غيرك فيه ضرر
هذا هو معنى الضرر
لي مصلحة
فأنا أريد أن أحقق هذه المصلحة حتى ولو وقع الضرر على الآخرين من الجيران أو من الزملاء أو من الأصدقاء أو من البلد والوطن
هذا هو معنى الضرر
والنبي يقول: [لا ضرر ولا ضرار]
[الضرار] هو ما ليس لي فيه مصلحة ويقع الضرر كله على الغير
فرسول الله يقول: [لا ضرر ولا ضرار]
بل يجب أن تقبل الضرر الأقل لتدفع الضرر الأعلى
بل ينبغي أن نقبل المفسدة الأقل لندرأ المفسدة الأعظم
هذه الحالة من الفوضى
يتكلم كل إنسان بما يريد ويضع على مواقع النت ما يريد
ضع وتكلم لكن!!
بعدل لكن بحق بإنصاف بصدق بأمانة برجولة بحرص على مصلحة هذا البلد
بعد نصرتك لدينك ولقرءان ربك وسنة نبيك
إن ترك الألسنة تلقي التهم جزافا دون بينة أو دليل
يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء
ثم يمضي أمنا مطمئنا فتصبح الجماعة المسلمة وتُمسي وأعراضها مجرحة وسمعتها ملوثة
وإذا كل فرد فيها متهم ومشكوك فيه
فأنا أرى أن الشعار المرفوع الآن
الشعب يشكك في الحكومة حتى أصبحنا نشك في كل أحد
ولا نثق في أي أحد وإذا تكلم أي إنسان فيقول كذا وكذا
وصار الاتهام للنيات وللمقاصد
فأنا اقول أول أدب ينبغي أن نتحلى به جميعاً
أن نصدق النية وأن نحسن النية وأن نطهر السريرة والقلوب والطوية
لنحدد الهدف من هذه الحوارات
ما الهدف من هذه الحوارات؟
هل الهدف إثارة الفتنة؟ إثارة البلبلة؟
هل الهدف أن يتمنى الناس مرة أخرى يوماً من الأيام الماضية أو يوماً من الأيام الفائتة؟
ما الهدف من الحوار عند الصادقين أن يقدموا مصلحة الدين ثم مصلحة هذا البلد ثم مصلحة هذا الوطن وأن نقدم الأولى فالأولى
لابد من فقه للأولويات
ما الذي تحتاجه بلدنا الآن؟
وما الذي ينبغي أن نطرحه الآن للحوار؟
وما الذي يجب أن يركز عليه الصادقون المخلصون لتدور عجلة الإنتاج وليترك اقتصاد هذا البلد
لا نريد أبداً لهذا البلد الأبي أن يمد يده لا لصندوق النقد المراد الأكبر على وجه الأرض
ولا نريد لهذا البلد أن يمد شعبه الأبي يده لأي دولة من الدول
بل ولا ينبغي أن ينتظر أهل المغرب معونة أمريكية أو معونة أوربية
لأن المغرب زاخر بالطاقات ومليئ بالإمكانيات والقدرات الهائلة
لكن !
يجب على الجميع أن يقدم مصلحة الدين ثم مصلحة البلد
على مصلحته الشخصية وعلى مصلحته الفئوية الضيقة
حتى ولو كان ما يُطالب به الآن حق مشروع
لكن الأوليات ينبغي أن تقدم الآن لتنهض بلدنا من كبوتها
وليستفيق مغربنا من رقدته
لأن البلد يمر الآن بأزمة حقيقية
يجب على العقلاء الصادقين أن يعرفوا خطر هذه الأزمة
وأن يساهم كل صادق بكلمة طيبة وبجهد صادق وبعمل مخلص بناء
لتدور عجلة التنمية وعجلة الاقتصاد
لأنه لن تكون كلمتنا من رأسنا إلا إذا كانت لقمتنا من فأسنا
فهذا أمر قدري وهذا الاختلاف بين الخلق اختلاف فطري
فليس الخلاف مقصوراً على الدين والعقائد بل وكذلك في الأفكار في الفهم والاستدلال فدلالة النصوص نوعان : دلالة حقيقية، ودلالة إضافية
أما الدلالة الحقيقية لأي نص لأي قول فهذه لا تختلف لأنها تابعة لقصد المتكلم
أما الدلالة الإضافية فهي التابعة لقصد المستمعين وهي تختلف باختلاف أعداد المستمعين
فأنا أتكلم الآن وعلى سطح الكون ملايين من البشر فكل واحد من هذه الملايين له فهمه لدلالات النصوص التي أؤكدها
فدلالة النصوص بالنسبة للمستمعين دلالة إضافية وليست دلالة حقيقية تختلف باختلاف أعداد المستمعين
فالناس متفاوتون في فهم النصوص وفهم الأدلة
ومتفاوتون كذلك في البيان والاستدلال
فهذا الاختلاف إذن أمر طبيعي، أمر فطري
الناس تختلف حتى في بصمة الصوت وفي بصمة اليد وفي بصمة القدم
لا ترى اثنين متفقين في كل شيء بل لا بد أن ترى هذا التباين والاختلاف
ولكن هل معنى ذلك أيها الأحبة أن نختلف فيم بيننا في أي قضية مطروحة إلى الحد الذي يخرج فيه المتحاورون
عن أدب الحوار وعن أدب النقاش وعن أصول الحوار
وأن نقدم العصبية البغيضة وأن نعلي شأنها
وأن نعلي شأن المصالح الفردية والنزاعات الشخصية بحيث يضيع الحق في هذا الصراخ وفي هذا التطاحن
الذي نراه الآن على شاشات الفضائيات وعلى الجرائد والمجلات بل وفي الشوارع والطرقات والمجالس والمنتديات
بحيث يضيع الحق في هذا الضجيج والصراخ والعويل الذي يسمى بالحوار.
الحوار له أصول. الحوار له أدب.
وأنا لن أشرق ولن أغرب
لأن البعض يتصور أن أصول الحوار إنما هي أصول غربية
وأنا أؤكد لشبابنا واخواننا
أن الذي علمنا أصول الحوار وادبه هو نبينا المختار عليه الصلاة والسلام
فهذه أصولنا نحن وهذه مبادئنا نحن
أصول الحوار في الإسلام ليست شرقية ولا غربية
إنما هي أصول محمدية نبوية
تنبني على العدل والأدب والحكمة وصحة القصد وحسن النية
واحترام الآخر وعدم إساءة الظن بالآخر وعدم اتهام الآخر
أصول يبينها لنا ديننا العظيم ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
ولكن تعالوا بنا لنبدأ هذه الآداب بنقاط محددة سريعة
ثم لنطوف بكم في هذا البستان المحمدي الجامع الماتع
لنعلم يقينا أن من علم الدنيا ألادب وأصول الحوار هو نبينا المختار صلى الله عليه وسلم
أرى أن أول أدب من الآداب الذي ينبغي أن يتحلى بها المتحاورون أن يتحلى الجميع بحسن النية وصحة القصد
ما الهدف من هذه الحوارات الساخنة
ثم أيساغ ويستساغ أن نطرح الإسلام الآن قضية للحوار والنقاش؟
أمن المستساغ أن نطرح الإسلام كدين قضية للحوار وللنقاش؟
والجواب : لا
الإسلام ليس قضية مطروحة للحوار
الإسلام ليس قضية مطروحة للنقاش
بل الإسلام هو الحاكم على أي قضية تُطرح للحوار والنقاش
اكرر هذا الكلام لجلاله.
أقول الإسلام ليس قضية مطروحة للنقاش
لا في فضائية من الفضائيات ولا في مجلس من المجالس
سواء كان هذا المجلس رسمياً أو غير رسمي
الإسلام بالقرآن والسنة بأركانه وأصوله وثوابته
ليس قضية مطروحة للنخبة من المثقفين أو الليبراليين أو العلمانيين أو المفكرين أو الأدباء
أو حتى العلماء
الإسلام ليس قضية مطروحة للحوار أو للنقاش
بل الإسلام هو الحاكم والحكم على أي قضية تطرح للحوار والنقاش
ومن ثم فينبغي على المتحاورين على الفضائيات وعلى صفحات الجرائد والمجلات
أن يعلموا فيما يتحاورون وأن يقفوا عند حدود النقاش والحوار
فللحوار وللنقاش حدود
لا ينبغي لأحد مهما علا كعبه ومهما كبر قدره وقيمته وعلمه أن يتجاوز هذه الحدود
ليجعل من القرآن أو من السنة الصحيحة للنبي عليه الصلاة والسلام أو بركن من أركان الدين أو من الثوابت والأصول في ديننا أن يجعل من هذا كله قضية مطروحة للأخذ والرد وللقيل والقال وللنقاش
فالمسلمون على وجه الأرض عامة وفي المغرب خاصة
لن يقبلوا أبداً أن يُطرح كتاب ربهم وأن تطرح سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
للحوار وللنقاش
مهما علا قدر المتحاورين والمناقشين
هذا أصل لابد أن يكون واضحاً جلياً راسخاً في القلوب والعقول
وها أنا ذا أخاطب به الآن النخبة في المغرب ليعلم كل أحد في ما يحاور.
وليقف على حدود الحوار والنقاش
أول أدب أن نصحح النية وأن نحدد الهدف
أنا أسأل الآن المتحاورين على شاشات الفضائيات ممن يريدون أن يزعزعوا أمن هذا البلد واستقراره بهذه الشائعات والشكوك وإثارة الفتن باسم النقاش وباسم الحوار وباسم الحرية
لا ينكر أحد أننا نعيش الآن عصر من عصور الحرية لم نتنفس شذاها بهذا العبير من قبل
ولكن!
هل معنى ذلك أيها العقلاء وأيها الأوفياء وأيها السادة من المثقفين
هل معنى ذلك أن تكون حريتنا حرية متفلتة من الضوابط الشرعية ومن القيم المنهجية والأخلاقية؟
هل معنى ذلك أن تكون حريتنا حرية منفلتة من كل قيمنا لمجتمعنا المسلم؟
هل هذه هي حقيقة الحرية التي ناديتم وتنادون بها ؟
بئس الحرية إذن!!
أن يقول كل واحد منا ما يشاء وما يريد حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين وعلى حساب المصلحة العليا لهذا البلد والوطن
بئس الحرية إذن!!
هذه ليست حرية شرعية
وليست حرية منضبطة بضوابط القرءان والسنة
فالإنسان حر في قوله وفعله ما لم يؤذي الآخرين
فضلا عن أن يكون ضرره واقعاً على المجتمع بأسره
ألم يقل نبينا الصادق: [لا ضرر ولا ضرار]
[لا ضرر ولا ضرار]
والحديث رواه احمد وابن ماجة والحاكم وغيرهم بسند حسن
بل وهناك من أهل العلم من صححه بمجموع طرقه
لا ضرر : والضرر هو ما لك فيه نفع وعلى غيرك فيه ضرر
هذا هو معنى الضرر
لي مصلحة
فأنا أريد أن أحقق هذه المصلحة حتى ولو وقع الضرر على الآخرين من الجيران أو من الزملاء أو من الأصدقاء أو من البلد والوطن
هذا هو معنى الضرر
والنبي يقول: [لا ضرر ولا ضرار]
[الضرار] هو ما ليس لي فيه مصلحة ويقع الضرر كله على الغير
فرسول الله يقول: [لا ضرر ولا ضرار]
بل يجب أن تقبل الضرر الأقل لتدفع الضرر الأعلى
بل ينبغي أن نقبل المفسدة الأقل لندرأ المفسدة الأعظم
هذه الحالة من الفوضى
يتكلم كل إنسان بما يريد ويضع على مواقع النت ما يريد
ضع وتكلم لكن!!
بعدل لكن بحق بإنصاف بصدق بأمانة برجولة بحرص على مصلحة هذا البلد
بعد نصرتك لدينك ولقرءان ربك وسنة نبيك
إن ترك الألسنة تلقي التهم جزافا دون بينة أو دليل
يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء
ثم يمضي أمنا مطمئنا فتصبح الجماعة المسلمة وتُمسي وأعراضها مجرحة وسمعتها ملوثة
وإذا كل فرد فيها متهم ومشكوك فيه
فأنا أرى أن الشعار المرفوع الآن
الشعب يشكك في الحكومة حتى أصبحنا نشك في كل أحد
ولا نثق في أي أحد وإذا تكلم أي إنسان فيقول كذا وكذا
وصار الاتهام للنيات وللمقاصد
فأنا اقول أول أدب ينبغي أن نتحلى به جميعاً
أن نصدق النية وأن نحسن النية وأن نطهر السريرة والقلوب والطوية
لنحدد الهدف من هذه الحوارات
ما الهدف من هذه الحوارات؟
هل الهدف إثارة الفتنة؟ إثارة البلبلة؟
هل الهدف أن يتمنى الناس مرة أخرى يوماً من الأيام الماضية أو يوماً من الأيام الفائتة؟
ما الهدف من الحوار عند الصادقين أن يقدموا مصلحة الدين ثم مصلحة هذا البلد ثم مصلحة هذا الوطن وأن نقدم الأولى فالأولى
لابد من فقه للأولويات
ما الذي تحتاجه بلدنا الآن؟
وما الذي ينبغي أن نطرحه الآن للحوار؟
وما الذي يجب أن يركز عليه الصادقون المخلصون لتدور عجلة الإنتاج وليترك اقتصاد هذا البلد
لا نريد أبداً لهذا البلد الأبي أن يمد يده لا لصندوق النقد المراد الأكبر على وجه الأرض
ولا نريد لهذا البلد أن يمد شعبه الأبي يده لأي دولة من الدول
بل ولا ينبغي أن ينتظر أهل المغرب معونة أمريكية أو معونة أوربية
لأن المغرب زاخر بالطاقات ومليئ بالإمكانيات والقدرات الهائلة
لكن !
يجب على الجميع أن يقدم مصلحة الدين ثم مصلحة البلد
على مصلحته الشخصية وعلى مصلحته الفئوية الضيقة
حتى ولو كان ما يُطالب به الآن حق مشروع
لكن الأوليات ينبغي أن تقدم الآن لتنهض بلدنا من كبوتها
وليستفيق مغربنا من رقدته
لأن البلد يمر الآن بأزمة حقيقية
يجب على العقلاء الصادقين أن يعرفوا خطر هذه الأزمة
وأن يساهم كل صادق بكلمة طيبة وبجهد صادق وبعمل مخلص بناء
لتدور عجلة التنمية وعجلة الاقتصاد
لأنه لن تكون كلمتنا من رأسنا إلا إذا كانت لقمتنا من فأسنا