أهل وزان أدرى بشعاب مياهها

رشيد لغويبي

يقال أن مدينة وزان تقبع فوق بحيرة من المياه الجوفية، قد لا يصدق البعض هذه المقولة التي تناقلها الوزانيون منذ عقود مضت، غير أن البحث في أرشيف ذاكرة المنابع المائية التي كانت متواجدة في كل أزقة و دروب وزان، و في محيط سفح جبل بوهلال يعزز و يؤكد إعتقاد أهل دار الضمانة، فأهل وزان أدرى بشعاب مياهها..

و لعلنا اليوم و في ظل هذه الظرفية الإستثنائية في أمس الحاجة لإعادة رسم خارطة مسار المياه الجوفية التي تخترق باطن مدينة وزان و محيطها، و لن يتأتى ذلك إلا من خلال دراسة علمية بوسائل حديثة مع ضرورة الإستعانة بأرشيف و ذاكرة منابع و مسارات و مصبات المياه. قد يقول قائل حتى إن وجدت هذه المياه فإنها ستكون غير صالحة للإستعمال بسبب إمكانية إختلاطها بالمياه العادمة، غير أن التجارب في عدة مناطق مغربية تمنحنا إمكانية الإستفادة من هذه الثروة المائية في أمور أخرى و إستثمارها على الوجه الأمثل مع إمكانية معالجتها عوض تركها عرضة للضياع تحت شعاب الأرض.

التاريخ يعلمنا من خلال ما تحتفظ بها الذاكرة بعضا من ملامح ما عشناه من أوقات عصيبة سنوات الجفاف في ثمانينيات القرن الماضي، و من خلال الروايات التي يحتفظ بها الآباء و من عاش قبل تلك الفثرة و كذا صور الأرشيف التاريخية، أن هذه المنابع المائية من آبار و ” سانيات ” و سقايات كانت في زمن نذرة المياه بمدينة وزان تعتبر الملاذ المنقد لغالبية لأسر و العوائل الوزانية في وقت مضى، و لذلك حان الوقت اليوم لإعادة إحياء منابع هذه الثروة المائية الوزانية الدفينة و تحديد منابعها و روافدها و مسارتها تحسبا لأي طارئ أو حاجة ملحة تستدعي إستغلالها و الإستفادة منها.

و في الأخير لا يسعنا إلا أن نتوجه بأكف الدعاء سائلين المولى عز وجل أن تسقي عبادك و بهيمتك و تنشر رحمتك و تحيي بلدك الميت برحمتك و جود و عطائك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.

مشاركة المقالة
اترك تعليقاً