الحب والوفاء أفديك ياوطني

الحب والوفاء أفديك ياوطني

 

كتب: الفحصي عبدالباقي 

بينما نحن في جلسة حميمية يسودها الوئام وبروطوكول الضيافة على مائدة العشاء، وبدون مقدمات، وجدت السيد المضيف يفوه بجملة: انتم المغاربة تعيشون تناقضا بين ما حققتموه من انجازات جبارة في جميع الميادن من بنية تحتية وعمرانية واقتصادية إلا انكم ما زلتم متشبثون بعادة رجعية ألا وهي تقبيل يد ملككم.

وهنا شعرت بغليان دم الوطنية في عروقي وحاولت من تمكين أعصابي وكتم غيظي وأنا في منزله في مدينة عنابة الجزائرية، وببرودة أجبته بسؤال هل انتم لا تقبلوا يد رئيسكم فأجاب وبسرعة كلا ليذهب إلى الجحيم من يكون حتى نقبل يده نحن لسنا مثلكم متخلفون ومتشبثون بالعادات البائدة فانتم الشعب الوحيد الذي ما زال يركع ويقبل يد ملكه رغم تعدد الملكيات في العالم.

وهنا وجدت نفسي منتصرا عليه مسبقا فقلت له أليس ديننا يأمرنا ببر الوالدين فقال بلى فقلت له الم تقبل يد أمك وأبيك؟ فقال بلى، لولاهم لما كنت في الدنيا بل اكثر من ذلك اقبل حتى التراب الذين يمشون عليه وهم قرة عيني…

فقلت له اتفقنا مبدئيا فقلت له ألا تعلم من تكون أمي ومن يكون أبي؟ فقال لا. فأجبته وأنا مرتاح أتعلم من هي أمي فآمي هي وطني بلاد المغرب، وأبي هو محمد السادس نصره الله، فطأطأ رأسه إلى الأرض وبات صامتا، فسألته الم تعلم أن آمك كانت متزوجة عند الفرنسيين مائة واثنين وثلاثين سنة حتى نال منها المجاهد والمغفور له المرحوم محمد الخامس،طيب الله ثراه، وأهداها إليكم وهي عروسة فلم تحافظوا على المحبة والأخوة التي نلتموها منا نحن المغاربة، لماذا هذا الحقد والكراهية تجاهنا؟

فقال انتم تريدون أن تسلبوا منا الصحراء، فقلت له ما موقفكم من الصحراء؟ فقال قضية الصحراء قضية النظام نحن لسنا منشغلين ولا مهتمين بالصحراء. فقلت له نحن موقفنا من الصحراء هي قضية الشعب برمته ولن نسمح لأي كان أن يمد يده ولو بشبر قطعه من حديد، ونحن مستعدون للموت من اجل الصحراء.

 تاريخ هذا الحوار يوم 2014/01/12

بجاية الجزائر

مشاركة المقالة
اترك تعليقاً