رجال عرفتهم عن قرب… رئيس المجلس العلمي المحلي أحمد زريولي

بقلم د. الشريف الرطيطبي

عرفت مدينة وزان شخصيات عديدة في مجال العلم والمعرفة، ومنها من اشتهر في حقل التربية والتعليم وفي باب الدعوة والخطابة على المنابر . ويعرف أهل وزان أسماء تبقى راسخة في الذاكرة مثل “سيدي عبد السلام الخطيب” إمام وخطيب المسجد الأعظم وخطيب العيدين بدار الضمانة ، وبعده الراحلين “أحمد البخوتي” و”عبد الكريم ملين”.
وسار الأستاذ أحمد زريولي على نفس النهج ليتوج مسيرته رئيسا للمجلس العلمي المحلي لوزان.

إنه واحد من الوجوه المعروفة بوزان، وهو ابن قبيلة “أهل سريف” بضواحي القصر الكبير، ومدينة تطوان هي مسقط رأسه.

وقد بصم مسيرته التعليمية بقطاع التربية الوطنية مدرسا وإداريا بإقليم سيدي قاسم ودار الضمانة. وبهذه الأخيرة برز باعتباره رجل منبر متميز بطريقة إلقاء خطبة الجمعة في العديد من مساجدها وعلى رأسها المسجد الأعظم.

كانت معرفتي الأولى بهذا الرجل يوم كان مسجد حي الزاوية وساحته الشاسعة يعرفان إقبالا منقطع النظير من طرف المصلين أيام الجمعة للانصات للخطب التي تتميز بفصاحة ورخامة صوت صاحبها، وتركيز وحسن اختيار مواضيعها. كما عرفت الرجل من خلال ترتيبات حفل نهاية التميز الدراسي السنوي الذي كانت تنظمه جمعية وزان دار الضمانة ، حينما كان مديرا لمدرسة “محمد بلحسن الوزاني”، كما شاركنا معا في ندوة علمية بدار الشباب بوزان نظمتها المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بحضور مندوبها السامي الدكتور محمد الكثيري سنة 2006، في موضوع : “مقاومة القبائل والزوايا ضد الإستعمار : المنطقة الشمالية الغربية نموذجا” .

ولامست في السي أحمد زريولي رجلا يجمع بين معرفة دينية علمية معمقة، باعتباره خريج كلية الشريعة بجامعة القرويين بفاس، وخصلة الانصات والنقاش باعتباره رجل تربية وتعليم، فضلا عن انفتاحه وحبه للفكاهة. وهو من الوجوه المألوفة والمعروفة باعتباره خطيب العيدين، وهو الذي يتقدم -صحبة شيخ الزاوية ووجهاء من أبناء المدينة- مسيرة السير على الأقدام من مسجد مولاي عبد الله الشريف إلى مصلى العيدين بطريق الرباط كتقليد وزاني فريد.

وقد توجه مسيرته التربوية والعلمية بتحميله مسؤولية رئاسة “المجلس العلمي المحلي” سنة 2018، وهي المؤسسة التي تعمل على المساهمة الوازنة في بعث الحياة العلمية لدار الضمانة من خلال تنظيمها لمختلف أنشطتها العلمية والثقافية.

مشاركة المقالة
اترك تعليقاً