سيدي وزير الصحة…سيارات الإسعاف تطير ! !
كثيرة هي المرات التي يثار فيها في المغرب الحديث عن تبديد المال العام، ومن صور هذا التبديد نجد استغلال سيارات المصلحة العامة…
ليلة الأربعاء الخميس من هذا الأسبوع استوقفتني في إحدى أزقة حي الوردة بمنطقة بني مكادة بطنجة، وجود سيارة مركونة أمام أحد المنازل – و ظلت هناك لمدة طويلة – مكتوب عليها: سيارة إسعاف / الجماعة القروية بني منصور إقليم شفشاون! !.
سيارة الاسعاف وهي مركونة نهارا
صحيح أن رؤية مثل هذا التسيب ليس بالأمر الجديد فقد بحث حناجر المحامين عن المال العام، تنديدا بمثل هذه التصرفات، لكن و الصدق أقول، بمجرد ما وقعت عيناي على هذه السيارات تزاحمت في رأسي عدد من التساؤلات:
ماذا تفعل هذه السيارة هنا؟
أبلغت الجرأة بمستغلي سيارات المصلحة العامة أن يتجاوزا أثناء استغلالهم حتى حدود الأقاليم التي تنتمي إليها هذه السيارات ؟
السيارة وهي مركونة في نفس المكان ليلا
كيف يعقل أن تمر هذه السيارة ثلاثة أقاليم دون أن تجد في طريقها من يقول لها أو بالأحرى لسائقها: إلى أين يا صاح؟. هذا إذا افترضنا أن السيارة دخلت طنجة رأسا من شفشاون عبر تطوان، و إلا فمن تجرأ على أن يعبر بها ثلاثة أقاليم لن يمنعه شيء من أن يعبر أكثر؟.
كم عدد نقاط المراقبة داخل و خارج المجال الحضري مرت عليها هذه السيارات دون أن يكون لمسؤول أمني فيها – دركيا كان أو شرطيا- الجرأة ليسأل السائق: إلى أين يا صاح؟.
هل مبررات من قبيل كون هذه السيارة في طنجة “للعلاج” من عطب أصابها يمكن أن يكون مبررا معقولا؟. و هل كون
هذه السيارة نقلت مريضا إلى مستشفى ما بمدينة البوغاز عذر مستصاغ؟.
هذه الأسئلة كلها على وجاهتها لم تكن لتهمني في الواقع لولا السؤال الأهم:
إن الجماعات القروية في المغرب، عادة ما – وهذا في أحسن أحوالها – تتوفر على سيارة إسعاف واحدة و وحيدة. إذا كان هذا الحكم يسري على الجماعة القروية بني منصور بشفشاون فإن سؤالا يعن: ماذا لو سقط مواطن- طفل، شاب، شيخ، امرأة حامل …- مريضا و كان أمس و اليوم و ربما غدا في حاجة إلى سيارة إسعاف الجماعة لنقله إلى مستشفى أو مستوصف، و السيارة خارج ليس تراب الجماعة فقط بل خارج نفوذ الإقليم؟.
سيدي وزير الصحة المحترم: قبل أن توفر وزارتكم للمغاربة طائرات طبية، عليها أولا أن تمنع سيارات الإسعاف من أن “تطير” خارج تراب جماعاتها
صحفي من طنجة
للشاون بريس