|
|||||||||||||
بقلم نايف شرار يعتمد النشاط السياحي في المغرب، على الموروث الثقافي والحضاري الذي تحتضنه المدن العتيقة الغنية بمآثرها التاريخية وصناعاتها التقليدية وثقافتها الشعبية، حيث تعتبر تلك المدن متاحف مفتوحة تنبض بالحياة، فتقف تلك الآثار الموغلة في القدم والمسكونة بالسحر والجمال لتروي للأجيال المتعاقبة قصص الأصالة الشاهدة على عظمة المغرب وحضارتها الضاربة في أعماق التاريخ، ومما يزيد من أهمية تلك المدن انها تنتمي إلى مراحل زمنية عديدة وتتميز بأشكالها المعمارية المتباينة، ليظل القاسم المشترك بينها جميعا انها الفضاء الأرحب لتلاقي وتمازج العديد من الحضارات، وبقائها شاهدة على التطور العمراني والحضاري الذي عرفته المغرب منذ فجر التاريخ. و تمثل تلك المدن احد مراكز الجذب السياحي الرئيسية في البلاد، والتحدي الأكبر الذي يواجه القائمين على شؤونها يتمثل في كيفية الحفاظ على روح المدن العتيقة، ورونق آثارها وعبق تاريخها، وهي مسؤولية مشتركة بين العديد من الجهات الحكومية والشعبية، تلقى تلك المهمة كل الدعم من جلالة ملك المغرب الملك محمد السادس المعروف باهتمامه المتزايد بالإرث التراثي والحضاري المغربي، ومن أهم تلك المدن: شفشاون شفشاون مدينة بيئية تقع على ارتفاع 660 مترا عن سطح البحر، وتحتل سفح جبلي «تيسوكا»، في قلب سلسلة جبال الريف المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وتتبع المدينة إداريا، إقليم شفشاون في أقصى شمال المغرب على سلسلة جبال الريف، ويحده شمالا البحر الأبيض المتوسط بواجهة بحرية تمتد على ما يفوق 120 كلم، وجنوبا إقليمي سيدي قاسم وتاونات، وشرقا إقليم الحسيمة، وغربا إقليمي تطوان والعرائش. ويعني اسم شفشاون باللغة الأمازيغية «قرون الجبل»، وقد أطلق عليها تلك التسمية نسبة للقمم المطلة عليها، وشعار المدينة هو الأبواب الزرقاء الشهيرة التي تدهش وتنال إعجاب كل زائر. وقد شيدت شفشاون عام 1471 ميلادية من قبل مؤسسها مولاي علي بن راشد العلمي، لتكون قلعة للمجاهدين الذين وجدوا موقعها الاستراتيجي مكانا حصينا تتجمع فيه قوافلهم التي كانت تنطلق منها إلى الثغور المغربية الشمالية لمقاومة الاحتلال الأجنبي للمغرب، وهكذا فقد اختير موقع المدينة لتكون مركزا لتخطيط العمليات الحربية للدفاع والهجوم، في مأمن من غارات المعتدين. ومن المواقع السياحية في مدينة شفشاون: ٭ ساحة وطء الحمام: هي ساحة تقع وسط المدينة العتيقة، ذات الطراز المعماري الأندلسي، لأنها تمثل قلب المدينة النابض، حيث تنتشر المقاهي التقليدية المظللة بالأشجار، وتقدم لزبائنها كؤوس الشاي بالنعناع، ويزور المدينة سنويا أكثر من 60 ألف سائح، وتتوافر على عدة فنادق مصنفة أشهرها فندق «بلادور» قرب ساحة «وطا الحمام»، وفندق «أسماء» الذي يطل على المدينة من أعلى الجبل. كما تتواجد المطاعم التي تقدم بعض الأطباق التقليدية، مثل طبق الفول المعروف بـ «البيصارة» الذي يعد بطريقة خاصة بأهل شفشاون. ٭ منبع رأس الماء: يعتبر «رأس الماء» من أجمل الأماكن الطبيعية التي تستحق الزيارة حيث تتدفق شلالات المياه المعدنية الباردة، فهذا المنبع كان ولايزال المزود الوحيد للمدينة بالمياه الصالحة للشرب والزراعة أيضا. ٭ القصبة: نظرا لأهمية الدور العسكري في نشأة المدينة، بنيت شفشاون حول نواة محورية هي القصبة، هذه القلعة المتواجدة بالجهة الشمالية ـ الغربية لحي السويقة، كانت مقرا للقيادة في مواجهة المحتل البرتغالي للسواحل الشمالية المغربية، وهي ذات تصميم مستطيل وتحيط بها أسوار مبنية من التراب المدكوك تعلوها ممرات للجند وشرافات يدعم هذه الجدران الدفاعية أحد عشر برجا لعل أهمها وأضخمها البرج الذي بناه المولى محمد مع بداية القرن السادس عشر، يتعلق الأمر ببناية مربعة التصميم تتكون من ثلاث طوابق، يشكل آخر طابق بها مرقبا يطل على المدينة والنواحي، ويشير هذا البرج ومكوناته الهندسية والمعمارية إلى بعض التحصينات الأندلسية وخاصة أبراج غرناطة. ٭ المدينة القديمة: المدينة العتيقة جزء من التاريخ، في أزقتها ودروبها الضيقة النظيفة، وفي منازلها العتيقة المتداخلة، وسطوحها المغطاة بالقرميد الأحمر، سكن وجاهد وحارب سكانها الأولون، وأسسوا أول وآخر الأحياء التي مازالت تحمل بصماتهم في أسمائها.وقد عرفت المدينة توسعا عمرانيا عبر 5 مراحل انطلاقا من 1471م إلى 1541م. الأحياء العتيقة من أهم الأحياء القديمة بمدينة شفشاون: ٭ حي السويقة: يعتبر هذا الحي أقدم تجمع سكني بني بعد القصبة، وقد ضم هذا بدايته 80 عائلة أندلسية قدمت مع مولاي علي بن راشد، سمي بهذا الاسم لوجود قيسارية به بنيت في أواخر القرن الخامس عشر. ويضم هذا الحي أهم وأقدم البيوتات الموجودة بمدينة شفشاون التي ترتدي لونا أبيض ممزوجا بالأزرق السماوي خاصة. وتعتبر النافورة الحائطية الموجودة بأحد دروب القيسارية، من أهم نافورات المدينة نظرا للزخرفة التي تزين واجهتها. ٭ حي ريف الأندلس: بني هذا الحي على أساس إيواء الفوج الثاني من المهاجرين الأندلسيين الذين قدموا إلى مدينة شفشاون سنة 897هـ/1492م، وتتمثل في حي ريف الأندلس طبوغرافية الموضع التي حتمت على ساكنيه بناء منازل ذات طابقين أو ثلاثة، مع وجود أكثر من مدخل. ٭ حي العنصر: يعتبر باب العنصر الحد الشمالي الغربي لسور المدينة والذي عرف عدة إصلاحات في بنائه، مع التوسع العمراني للمدينة، فالمهاجرون القادمون من الأندلس لم يحافظوا على المعايير الأصيلة في بنائهم لهذا الحي، لاسيما في برج المراقبة الذي يختلف في بنائه عن حي السويقة. أضف إلى هذا أن برج المراقبة الحالي الذي يتوسطه سور الحي ليس سوى ترميم عصري للبرج القديم الذي بني على نمط مثيله الواقع بحي باب العين، والذي يذكرنا هو الآخر في عمارته بأبراج غرناطة. ٭ حي الصبانين: يقع هذا الحي على طول الطريق المؤدية إلى رأس الماء، ويضم حي الصبانين مجموعة من الطواحين التقليدية التي كانت تستعمل لطحن الزيتون قديما. الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة تعتبر الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة، أداة فعالة تهدف إلى المساهمة في تحقيق التنمية المحلية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، عبر تثمين وحماية التراث الثقافي، ووعيا منها بأن الثقافات الحية والنشيطة هي التي لا تتمحور في إطار المحافظة على التراث فقط، وإنما من خلال المساهمة في مشاريع مستقبلية للنهوض وتثمين هذا التراث النوعي، فإن العوامل الثقافية والتراثية تلعب دورا أساسيا في مسار التنمية المحلية المستدامة، وفي حاضرنا هذا فإن للمحافظة والإدارة المتجددة للتراث علاقة مباشرة بالتنمية السياحية والثقافية وكذا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجالات التراثية المعنية. ووعيا بهذا المعطى بدأ منذ عام 2010 التفكير في إمكانية إحداث مؤسسة تجمع بين مختلف البلديات بالمنطقة وتستوعب قيادات البلديات المعنية الذين يعملون في إطار تشاركي مع مساهمة ودعم الخبراء والمؤسسات الوطنية والدولية بهدف الرفع من مستوى إدارة المدن التاريخية بشمال المغرب، وتحقق هذا الهدف سنة 2011، بإحداث شبكة المدن المحصنة حاليا «الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة». وقد تأسست الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة عام 2011 من طرف رؤساء البلديات التابعة لجهة طنجة تطوان ومجلس جهة طنجة تطوان والمديرية الجهوية الثقافية بتنسيق مع الجامعة الإيبرية الأفريقية للمدن المحصنة وكذا مدن إسبانية وبرتغالية عديدة. إن الهدف الأساسي للشبكة هو توحيد الجهود المبذولة من طرف المدن الاعضاء في الشبكة والعمل بانسجام تام من أجل تثمين الموارد المالية واللوجستيكية والبشرية وجعلها قيمة مضافة لعمل البلديات في نطاق المحافظة وحماية وتثمين التراث الثقافي (المادي واللامادي) الجامع المشترك بينها. ويتعلق الأمر كذلك باستراتيجية جديدة للإدارة المحلية، مبنية على مقاربة العمل التشاركي في إطار مبادئ التضامن والتعاون والتكامل، والتي هي الآن موضع ثقة لدى المؤسسات الوطنية والدولية، كالمديرية العامة للجماعات المحلية ومؤسسة آرت غولد لبرنامج الأمم المتحدة (Art Gold) ووكالة تنمية وإنعاش الأقاليم الشمالية والجامعة الأيبيرية الأفريقية للمدن المحصنة ووزارة الثقافة المغربية. أما أهداف الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة فهي كما يلي: ٭ تطوير التعاون والتنسيق والتضامن بين كل المهتمين من أجل حماية وتنمية المدن التاريخية وطنيا ودوليا. ٭ إدارة وتطوير الموارد البشرية للبلديات الشريكة بالشبكة والمحافظة على التراث والتنمية المستدامة للمراكز التاريخية للمدن عضو الشبكة. ٭ تبادل التجارب والخبرات، في ميدان التنمية المستدامة للمدن التاريخية محليا ووطنيا ودوليا. ٭ المساهمة في الرفع من المستوى الاقتصادي للساكنة المحلية عبر إنجاز مشاريع سوسيو اقتصادية من خلال الأنشطة المدرة للدخل التي لها علاقة بالسياحة الثقافية والتراث لفائدة المدن المنضوية تحت لواء الشبكة. المنتدى الدولي الثاني
للمدن العتيقة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نظمت الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة والجماعة الحضرية لتطوان المنتدى الدولي الثاني للمدن التاريخية بمدينة تطوان أيام 14 و15 و16 مارس الماضي تحت شعار «المدن العتيقة فضاء لتلاقح الحضارات» حيث يعتبر هذا المنتدى حدثا تراثيا بامتياز، لكونه يضع ضمن أولوياته تحقيق التنمية المستدامة للمدن العتيقة، حيث تتمحور مواضيعه حول البحث العلمي، والمحافظة على التراث الثقافي المادي واللامادي، وتنمية وتطوير السياحة الثقافية ويصبو المنتدى أيضا إلى أن يكون منبرا حقيقيا لتقديم تجارب المدن التاريخية، وتمكينهم من تقاسم الخبرات والاستفادة من التجارب في مجال التنمية المحلية وعلاقتها بالتراث الثقافي من خلال العمل على عدة محاور أساسية: المحور الأول: دور البلديات في حماية وإنقاذ وتثمين المدن التاريخية والمحافظة عليها، عبر تقديم نماذج لبعض المدن التاريخية، تتوافر على تجربة كبيرة ومتميزة في المحافظة ورد الاعتبار وتثمين الأنسجة التاريخية وجعلها نموذج التنمية المحلية المستدامة. المحور الثاني: دور الدولة والمؤسسات الدولية في حماية وإنقاذ وتثمين المدن التاريخية والمحافظة عليها كمؤسسات لإيسيسكو، واليونسكو، وإيكوموس، ووكالة تنمية الأقاليم الشمالية، ومديرية التراث الثقافي بوزارة الثقافة. المحور الثالث: تعبئة التعاون الدولي لحماية وإنقاذ وتثمين المدن التاريخية والمحافظة عليها، من خلال تقديم تجارب مؤسسات وطنية ودولية في هذا المجال كمؤسسة أركو لاتينو الإيطالية ومؤسسة أرت غولد البنك الدولي بالمغرب، والصندوق الأندلسي الجماعات التضامن الدولي، والتعاون الدولي السويسري، ومؤسسة أوماو الإسبانية، بهدف عقد شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف وعبر بلورة استراتيجيات محكمة لرد الاعتبار للمدن التاريخية. المحور الرابع: تجربة المجتمع المدني كفاعل أساسي في حماية وإنقاذ وتثمين المدن التاريخية والمحافظة عليها، من خلال رصد وتتبع وتقييم المشاريع بمساهمة جمعيات المجتمع المدني المحلي والوطني والدولي كشبكة جمعيات المدينة العتيقة لتطوان، وجمعية تطاون أسمير، وجمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، ومؤسسة منتدى أصيلة، وجمعية المبادرة للتنمية الثقافية، وإنعاش التراث بإقليم العرائش ومؤسسة أطينييو لمالته، وجمعية الغابة النموذجية لتلمسان، وجمعية التنمية المحلية لتشاون، وجمعية ريف الأندلس، وجمعية طنجة المدينة، وجمعية قرطاسية بتونس. المحور الخامس: إسهام الجامعة والبحث العلمي في حماية وإنقاذ وتثمين المدن التاريخية والمحافظة عليها، مع تقديم تجارب بعض الجامعات والمؤسسات الجامعية الوطنية والدولية كجامعة اليرموك، وجامعة تلمسان، وجامعة مالقة، وجامعة غرناطة، وجامعة قادش، وجامعة فلوريدا، والجامعة الإسلامية لقطاع غزة، والجامعة الدولية الأندلسية، وأكاديمية الفنان الجميلة بميلانو، وجامعة محمد بن عبدالله بفاس وجامعة تونس، بتنسيق وإدارة جامعة عبدالملك السعدي. وخلصت أعمال المنتدى إلى التوصيات التالية: ٭ إحداث مؤسسة عامة لتدبير شؤون المدن العتيقة والمحافظة على التراث، توسيع مجال عمل الشبكة المتوسيطة للمدن العتيقة، واقتراح اسم جديد لها ليصبح «الشبكة الأفرو متوسطية للمدن العتيقة». ٭ حث البلديات والجامعات والمؤسسات الحكومية والمدنية والدول، على إعداد موسوعات للتعريف بالتراث الحضاري للمدن العتيقة والحفاظ عليها وتوثيقها. ٭ إحداث كراسي جامعية مراكز بحثية لتشجيع ودعم المشاريع العلمية ووحدات للماستر والدكتوراه حول المدن العتيقة. ٭ تقوية أواصر التعاون والشراكة بين البلديات وباقي المؤسسات الوطنية والدولية، المعنية بحماية التراث الحضاري للمدن العتيقة. ٭ تأسيس مرصد لتثمين المدن العتيقة ومواجهة مخاطر التحديات المؤثرة في هويتها الحضارية. ٭ وضع خطة استراتيجية لتوثيق تراث المدن العتيقة وحمايتها وتوظيفه في التنمية المستدامة والمندمجة. ٭ الدعوة إلى إصدار ميثاق لكل مدينة واعتماد ميثاق المدينة العتيقة لتطوان كنموذج. ٭ تنظيم دورات وورشات تدريبية للمستشارين والمهتمين بالشأن البلدي لتدبير شؤون المدن العتيقة. ٭ دعوة القطاعات الحكومية والمؤسسات المعنية إلى وضع خطط لتشجيع السياحة الثقافية. ٭ إعداد أنظمة معلوماتية عامة حول تراث المدن العتيقة تحت لواء الشبكة. ٭ دعوة الجامعات والمؤسسات الداعمة، إلى تشجيع ودعم الطلاب على إنجاز أبحاث ذات الصلة بالمدن العتيقة والتراث. ٭ دعوة مختلف وسائل الإعلام إلى تخصيص برامج للتعريف بالمدن العتيقة وتراثها الحضاري. ٭ إنشاء شبكة للجامعات العربية والافريقية والمتوسطية لتنسيق الجهود وإعداد مشاريع بحثية مشتركة في البحث العلمي. ٭ العمل على التعريف بتراث المدن العتيقة والمساهمة في المحافظة عليه، من خلال إصدارات ودوريات ومجلات وأقراص مدمجة. ٭ دعوة الحكومات إلى إحداث قطاعات في ترميم وتأهيل المعالم التاريخية. ٭ إشراك وتشجيع ودعم جمعيات المجتمع المدني بالمدن العتيقة على اقتراح وإنجاز المشاريع الهادفة إلى إنقاذ المدن العتيقة والمحافظة عليها. الملك.. الإنسان أبى الملك محمد السادس، بعد تدشينه المركز الجهوي لتحاقن الدم بفاس، إلا أن يضرب مثالا قويا في الروح الوطنية، وذلك بإقدامه على التبرع بدمه، في خطوة تضامنية إنسانية تعكس الرعاية السامية التي يوليها الملك لفئة في أمس الحاجة إلى هذه المادة الحيوية في حياة الإنسان. معمر وبشار مصاصي دما وإلا أنت تعطى شعبك الطيب دمك أنت المليك اللي للحريه حما حرية الشعب المغربي تهمك أنت الحسن أنت المليك الملهما أنت الشجاع ابن المليك المحنك الصحراء المغربية في الوثائق الملكية صدر مؤخرا للباحثة بهيجة سيمو مدير مديرية الوثائق الملكية كتاب «الصحراء المغربية من خلال الوثائق الملكية» من ثلاثة أجزاء من الوثائق التي تثبت كلها وسائل تعامل سلاطين المغرب مع الصحراء انطلاقا من عهد الفتوحات الإسلامية إلى المرابطين إلى الموحدين إلى المرينيين والوطاسيين والسعديين والعلويين، لكل عهد وثائقه ومراسلاته. وفي بداية الكتاب ذكرت الباحثة بما كتبه الباحث الفرنسي بيير مارتن صاحب كتاب «أربعة قرون في تاريخ الصحراء والمغرب»، حيث يعتبر أكبر المراجع التاريخية عن صحراوية المغرب، حيث بينت الكاتبة إحدى الوثائق يكتب فيها السلطان مولاي حفيظ إلى عامله بطرفاية أن يتوجه للبحث في مصير سفينة فرنسية جنحت بشاطئ صحراوي. ويقدم الكتاب مادة علمية تشهد على استمرارية ممارسة الدولة المغربية لسيادتها على الأقاليم الصحراوية وهو ما يتجلى من خلال نصوص بيعات القبائل الصحراوية للسلاطين والملوك، ومن تسلسل ظهائر شريفة تخص تعيين القادة والولاة والعمال والقضاة على تلك القبائل. ويتضمن الكتاب بعدا آخر يتجلى في الوشائج الاجتماعية التي تربط بين الصحراء والجهات المغربية الأخرى على مستوى تداخل الأنساب وانصهار الأعراق داخل التركيبة البشرية المغربية، كما يتجلى في الترابط الروحي المتمثل في تبني المذهب المالكي الذي ظل راسخا على امتداد المجال التاريخي المغربي، كما أبرز الكتاب الروابط الأسرية التي ظلت تشد الدولة العلوية الشريفة بالقبائل الصحراوية المغربية.
وزان بريس نقلا عن :الانباء الكويتية |
شفشاون على صفحات الانباء الكويتية: المدن العتيقة فضاء لتلاقح الحضارات
اترك تعليقاً
اترك تعليقاً