استقبل مكتب الضبط بعمالة إقليم وزان، مؤخرا، شكاية مرفوقة بعريضة موقعة من طرف عدد من سكان دواوير برواوة والعزابة واحباين، يطالبون فيها بتشكيل لجنة مختلطة لزيارة ورش بناء قنطرة جديدة مخصصة لفك العزلة عن المنطقة، والوقوف على ما وصفوه بـ”شبهات عيوب في التنفيذ”، بالإضافة إلى المطالبة بوقف الأشغال مؤقتًا إلى حين التأكد من سلامة المشروع ومطابقته للمعايير التقنية المطلوبة.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن الشكاية، التي وُجّهت مباشرة إلى عامل الإقليم، تلح على ضرورة فحص الوثائق التقنية، والتحقق من جودة المواد المستعملة في البناء، ومطابقة الأشغال للتصاميم المصادق عليها، مع التركيز على أهمية ضمان معايير السلامة، خاصة خلال فترات الفيضانات الموسمية، التي تتسبب عادة في غمر القناطر بالمياه، ما يشكل خطرًا على الساكنة، خصوصا التلاميذ المتمدرسين.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الشركة المكلفة بإنجاز المشروع أن الأشغال تسير وفق ما هو مخطط له وتحت إشراف مهندسين مختصين، عبّر السكان المتضررون عن قلقهم من احتمال تكرار سيناريوهات سابقة لقناطر لم تصمد أمام السيول، محذرين من أن انسداد قنوات تصريف المياه بالقنطرة قد يؤدي إلى تحويل مجرى المياه خارجها، ويحولها إلى نقطة عبور خطيرة، ما قد يؤدي إلى حوادث مأساوية.
وتطالب الساكنة المحتجة بتدخل عاجل من طرف السلطات الإقليمية، عبر إيفاد لجنة تقنية ميدانية للمعاينة، والوقوف على مدى التزام المشروع بالمعايير الهندسية المعتمدة، خاصة أن القنطرة تُعد شريانًا حيويًا يربط عدة دواوير، ويُعتمد عليها في التنقل اليومي نحو المدارس والأسواق الأسبوعية والمراكز الصحية.
وتعكس هذه الواقعة استمرار معاناة عدد من المناطق القروية التابعة لعمالة وزان مع هشاشة البنية التحتية، خاصة خلال موسم الأمطار، ما يسهم في ارتفاع معدلات الهدر المدرسي، ويؤثر سلبا على تسويق المنتوجات الفلاحية، ويقلّص من فرص الاستثمار في المجال القروي، وهو ما يطرح تحديات كبيرة أمام تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة في هذه المناطق المهمشة.