بريس تطوان من وزان
بقدر ما تتسع المواقع الإخبارية ووسائط التواصل الإجتماعي للنقد وكشف الإختلالات، فهي كذلك معنية بإبراز الإنجازات ودور كل سلطة في المساهمة في التنمية الإقتصادية والإجتماعية دون إغفال كلا الجانبين، فقد يبدو أن الإخفاقات تفوق الإنجازات في بعض الأحيان وهذا أمر عادي إذا ما قارنا التطور الحاصل في المدن الكبرى والوثيرة الحلزونية التي تسير بها المشاريع في المدن الصغرى أو القرى النائية.
غير أن مقارنتنا للموضوع قد تخلو من جزئيات أخرى تجب الإشارة لها دون إجحاف ولا دونية إنطلاقا من قاعدة “ما لله فهو لله وما لقيصر فهو لقيصر”، حيث كثر الجدل مؤخرا على مدينة “وزان” وبطئها عن الالتحاق بالركب السريع للأوراش والمشاريع التنموية التي قادها المغرب بقيادة الملك محمد السادس من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب .
مدينة “وزان” التي يحلو للبعض بتسميتها “موطن العلماء”، تلك المدينة الهادئة المحافظة ذات الطابع الفلاحي؛ انخرطت بدورها في أوراش كبرى تحظى بمواكبة أعلى سلطة بالإقليم منذ أربع سنوات، فالزائر للمدينة بمجرد أن تطأ قدماه شوارعها يلفت نظره رزمة عدد من المشاريع والإصلاحات التي عرفها الإقليم بداية من البنية التحتية وانتهاء بالتناسق وجمالية العمران الذي أعاد للمدينة رونقها وحفاظها على طابعها التقليدي الأصيل.
فمن باب الإنصاف وعدم تبخيس المجهودات التي يقوم بها عامل الإقليم وكاتبه العام إضافة إلى آخرين على مستوى العمالة والمصالح الخارجية فإن عجلة التنمية بالمدينة تسير على مستوى تصاعدي، إذ تمت تهيئة وتعبيد عدد كبير من المسالك الطرقية خارج المدار الحضري وربطها بالدواوير والقرى التي كانت حتى الأمس القريب تعاني من العزلة سيما في فصل الشتاء، كما قادت عمالة “وزان” في هذا الإطار حملة الربط المائي والكهربائي في جماعات ودواوير متعددة استفادت منها ساكنة المنطقة على نطاق واسع .
ولم تقتصر الإصلاحات المنجزة على ما هو إجتماعي فحسب، إذ كان للإستثمار حيز كبير من هذا الإهتمام وعلى أعلى مستوى بإشراف مباشر من العامل “مهدي شلبي”، الذي أعطى تعليماته مؤخرا إلى زيادة الإهتمام بفئة المستثمرين والإنصات إلى مشاكلهم وتبسيط المساطر في وجه فرص الإستثمار وتجسيد الخطابات الملكية السامية في هذا الباب.
وفعلا -حسب مصادرنا- قد تم تكليف الكاتب العام بالعمالة باستقبال المنعشين والمقاولين والمستثمرين بصفة عامة لأجل خلق دينامية جديدة بالمنطقة، والرفع من مستوى التجاوب والسرعة في معالجة الملفات الواردة على مصلحة الإستثمار.
وفي إتصال هاتفي أجرته “بريس تطوان” مع منعشين ومستثمرين في المنطقة ، جددوا خلاله إستحسانهم لكل تلك التوجيهات العاملية التي ساهمت ولا تزال في تحفيزهم على جلب الاستثمارات، والدفع بالمنطقة نحو قطب إقتصادي يسير بخطى ثابتة لتحقيق الانتعاش المحلي والرفع من ناتجه الإجمالي الذي بدأ يعرف إرتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، مؤكدين في ذات الوقت أن باب عمالة “وزان” مفتوح لإستقطاب المزيد من رؤوس الأموال التي من شأنها خلق فرص شغل حقيقية تعود بالنفع على الساكنة والمنطقة ككل.