حصريا:موفد بريس تطوان لجزيرة إيبيسا يرصد دور المراكز الاسلامية وواقع المهاجرين المغاربة هناك.
مدير المركز :”عدم توفر المسجد على إمام او مؤطر ديني.”
*******
رغبة منا في جعل القارئ الكريم على اطلاع بكل مايهم المغاربة قام موفد بريس تطوان إلى اسبانيا باعداد روبورتاج عن المهاجرين المغاربة ببلاد الأندلس.
ولم يتم اختيار جزيرة ايبيسا اعتباطا، بل جاء ذلك نتيجة تواجد عدد كبير من أبناء مدن شفشاون وتطوان وطنجة بالمنطقة… وهو ما يتماشى والتوجه الأول لجريدتنا برصد كل مايهم جهة الشمال.
جزيرة إيبيسا
وتقع جزيرة ايبيسا /IBIZA/EIVISSA جنوب شرق اسبانيا وهي تابعة ترابيا لحكومة جزر البليار ISLAS BALEARES التي تتألف من مجموعة من الجزر. وتتميز الجزيرة بمناخها المتوسطي الذي يرفع من عدد الأيام المشمسة. الشيئ الذي جعلها من أشهر الجزر السياحية في العالم، لتكون بذلك قبلة لمشاهير العالم من الفنانين والرياضيين والسياسيين والاقتصاديين على حد سواء…
و الزائر لجزيرة ايبيسا أول ما سيثير انتباهه هو الوجود الكثيف للجالية المغربية. خاصة اذا مررت بحي فيكيريطاس وشارع فورمنطيرا حيث المجزرات والمقاهي و المطاعم المغربية، وهو المكان الذي تستطيع أن تسمع فيه اللهجة المغربية وهي تتعالى من هنا وهناك. مكان يجتمع فيه المغاربة وباقي الجاليات المسلمة،-القليلة مقارنة بالمغربية- فوجود مسجد السلام هناك، يسمح بالتقاء أكبر عدد ممكن من المغاربة، مما يفتح المجال للتعرف أكثر على أخبار الوطن والأحباب عن طريق المسافرين.
هذا ويصل عدد المغاربة المقيمين هنا مايربو على 13000 ذكورا واناثا، وللاطلاع على الوضعية الاجتماعية والثقافية للمغاربة بالمنطقة كان لموقع بريس تطوان لقاء مع العديد من الفعاليات الجمعوية والدينية. خاصة أعضاء المكتب المسير للمركز الإسلامي المشترك المغربي الابيسنك CICMI، وعلى رأسهم السيدين رضوان الحرير بصفته رئيسا ونورالدين معيط كاتبا عاما.
أهداف المركز الإسلامي بجزيرة إيبيسا
حسب الحوار الذي خصنا به المسؤولان فقد نشأ المركز الإسلامي المغربي الابيسنك سنة 2009 على يد ثلة من الشباب المغاربة والمغاربة الحاملين للجنسية الاسبانية المقيمين بايبسا، حيث قاموا بايداع الملف القانوني للمركز بالقنصلية المغربية ببرشلونة، وكذا لدى السلطات المختصة في المغرب.
و يهدف المركز إلى الحفاظ على الهوية المغربية ونشرها وتحبيبها وتقريبها من قلوب الجيل الثالث باعتماد الركائز الدينية للملكة المغربية المتمثلة في المذهب المالكي، وباعتماد الثقافة المغربية القائمة على التراث الحضاري والثقافي للمملكة.
ويقوم المركز بدورين هامين واساسيين في حياة المهاجر المغربي بابيسا، اولهما ديني/ثقافي وثانيهما إداري.
* فالدور الأول يتعلق بالاهتمام بكل ما له علاقة بالشأن الديني، ويتمثل أساسا في تسيير مسجد السلام. الذي تم تأسيسه في قلب المدينة السياحية ليكون قريبا من الجميع، على الرغم مما يتطلبه من مبالغ مالية باهظة، وهو بالمناسبة أكبر مسجد بالمنطقة من حيث المساحة.
ويتكون هذا المسجد الذي يعتبر المقر الرسمي للمركز من:
1- قاعة للصلاة مجهزة بمكتبة تضم مجموعة من المصاحف والكتب الفقهية المرتبطة بالمذهب المالكي و باللغتين العربية والاسبانية.
2- قاعة للصلاة مخصصة للنساء مجهزة كذلك بمكتبة.
3- قاعة للتدريس تم تجهيزها ذاتيا لتلقين الثقافة المغربية وتعاليم الدين الاسلامي واللغة العربية لاطفال الجالية المغربية والاسلامية على حد سواء.
4-مرافق صحية.
ويسهر المركز على تسيير هذا المرفق ذاتيا دون اية مساعدات مالية قارة من اية جهة باستثناء بعض المنح الهزيلة. حيث ان مساهمات الجالية في صندوق المسجد لا تتجاوز 30% من مجموع المصاريف، فيما يتكفل السيد رضوان الحرير رئيس المركز بباقي المصاريف من ماله الخاص.
وإضافة الى تسيير المسجد فالمركز يضطلع بدور التنسيق مع القنصلية المغربية من أجل توفير اطر دينية من مرشدين ووعاظ لتأطير المغاربة بالمسجد خاصة خلال شهر رمضان.
* أما الدور الثاني فهو المتعلق بالشق الإداري حيث يعمل المركز على خلق حوار حول الاكراهات الادارية للمهاجرين سواء مع السلطات المحلية ببلد الاستقبال أو مع القنصلية المغربية، وهو ما أثمر عن احداث القنصلية المتنقلة والتي تقوم على حضور موظفين من القنصلة العامة للملكة المغربية ب: بالما دي مايوركا الى مدينة ايبيسا بشكل دوري مرة كل ثلاثة اشهر، قصد قضاء المأرب الادارية للمواطنين المغاربة دون تكليفهم عناء التنقل الى بالما. وهو امتياز استطاع المركز الحصول عليه بفضل تحركات اعضائه واتصالاتهم ومراسلاتهم للقائمين على الحقل الدبلوماسي، عملا بمبدأ تقريب الادارة من المهاجرين.
وإضافة الى هذين الدورين فالمركز يقوم بأدوار أخرى لا تقل أهمية تهدف الى خلق اشعاع للثقافة المغربية والتعريف بها لدى الآخر. ومن امثلة ذلك :تنظيم افطار جماعي ايام شهر رمضان. ثم التعريف بالثقافة المغربية عن طريق تنظيم مؤتمرات ومنتديات بحضور فعاليات جمعوية واكاديمية من ارض الوطن.
الصعوبات والعراقيل التي تواجه المهاجرين بالمركز
وعن الصعوبات التي تجابه عمل المركز، يقول السيد نورالدين معيط:
”نعاني من عدة مشاكل اهمها قلة الموارد المالية التي تحول دون انجاز العديد من الانشطة. كما ان ارتفاع السومة الكرائية للمسجد تستنزف ماليتنا. مما ادى بنا الى التفكير في اطلاق حملة تحسيسية قصد جمع تبرعات لشراء هذه البناية.
ومن هذا المنبر الاعلامي اناشد كل المسؤولين عن المهاجرين في المغرب واناشد كل الفعاليات الدينية و الجمعوية الى مد يد المساعدة لاخوانهم في جزيرة ايبسيا قصد جمع مستحقات شراء هذا المنبر الديني حتى يستطيعوا التغلب على مجموعة من المشاكل الأخرى المرتبطة بالتمويل كعدم توفر المسجد على إمام او مؤطر ديني.”
ويواصل السيد نور الدين قوله:” وإضافة إلى قلة الموارد المالية نعاني من كثرة الجمعيات وعدم انتظامها داخل إطار أو فيدرالية واحدة. والسبب يعود إلى تعدد هذه الجمعيات حسب الجنسيات المسلمة المقيمة هنا. الشيء الذي يؤدي الى تعدد الخلفيات والأفكار والتوجهات بشكل يستحيل معه التنسيق بيننا حول مشروع موحد.
وعلى العموم وعلى الرغم من كل الاكراهات فالمركز استطاع ان يتبوأ مكانة مهمة لدى السلطة المحلية وكذا السلطة المغربية بفعل العمل الجبار الذي يقوم به منذ تأسيسه سنة 2009، والفضل في ذلك يرجع لله أولا والى العمل الجمعوي التطوعي للمكتب والاعضاء وكذا بعض الشخصيات التي لا تبخل بأي جهد لمساعدتنا، واخص بالذكر هنا السيد نورالين الزياني رئيس المركز الاسلامي ببرشلونة.
وفي الاخير نشكر منبركم الإلكتروني على هذه الزيارة الطيبة، التي تعبر عن اهتمام الاعلام المغربي بالمواطن في ارض المهجر”.
الروبورطاج من إعداد
لطفي احميدان
اسبانيا