فاعلون وخبراء بوزان يرسمون ملامح خارطة طريق تنموية للإقليم

نظم مركز وزان للأبحاث والدراسات للتنمية، بشراكة مع منتدى وزان للتنمية المندمجة، لقاءً تواصليًا نهاية الأسبوع بالمركز الثقافي لمدينة وزان، تحت شعار: «التواصل والشراكة مدخلان أساسيان لتحقيق التنمية المستدامة».

ويأتي هذا اللقاء في إطار التعريف بمركز وزان للأبحاث والدراسات، باعتباره جمعية حديثة النشأة تترأسها رجاء ناجي، سفيرة المملكة المغربية لدى الفاتيكان، ويضم نخبة من الفاعلين والأطر والباحثين المهتمين بتنمية الإقليم.

وأكدت ناجي في كلمتها أن الهدف من تأسيس المركز هو الإسهام في الإقلاع التنموي المحلي بروح من الاستقلالية والتعاون، من خلال إشراك مختلف الفاعلين والمؤسسات في بلورة مشاريع ذات منفعة عامة، مع توظيف كفاءات أبناء وزان المقيمين داخل الوطن وخارجه.

وأعلنت عن تبني الجمعية لعدد من الملفات التنموية ذات الأولوية، وفي مقدمتها إحداث نواة جامعية بوزان، إلى جانب الدفع بمشاريع البنية التحتية لفك العزلة عن الإقليم، والانخراط في مبادرات ثقافية وسياحية ورياضية تعود بالنفع على الساكنة.

من جهته، أشاد جمال مصاير، رئيس قسم دعم جمعيات المجتمع المدني بوزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، بالدور المحوري للجمعيات في تحقيق التنمية، مذكّرًا بالدعوة الملكية إلى تمكين الشباب من الانخراط في العمل الجمعوي كمدرسة للديمقراطية والتضامن، ومعلنًا استعداد الوزارة لدعم المركز في إطار شراكة مثمرة.

أما عبد الغني مكاوي، ممثل وكالة تنمية أقاليم الشمال، فقد أبرز أن الوكالة تعتمد على التواصل والمقاربة التشاركية كأساس لعملها، معربا عن استعدادها لتلقي مقترحات الجمعيات المحلية ودعم المشاريع الممكنة وفق الإمكانيات المتاحة.

وشهد اللقاء عروضا ومقترحات عملية في مجالات متعددة، من بينها الثقافة، والسياحة، والرياضة، والفن، والتراث المادي واللامادي.

ففي الجانب التراثي، قدّم محمد التهامي الحراق مشروعًا لجرد وتصنيف الكتابات حول مدينة وزان وزاويتها، فيما دعا العربي المصباحي إلى دعم المكتبات ودور الموسيقى واستعادة الزخم الثقافي للمدينة. أما الطيب الوزاني، فشدد على ضرورة رقمنة التراث الصوفي للزاوية الوزانية لما له من قيمة علمية وتاريخية.

وفي المجال السياحي، طرح سليم قيدي تحديات القطاع المحلي، مشيرًا إلى ضعف التسويق الترابي، معلنًا عن مبادرة لاستضافة وفد من المستثمرين لاكتشاف مؤهلات الإقليم، بينما قدم أحمد الوزاني مشروعًا لتنظيم رحلات من الرباط إلى وزان للتعريف بفرص الاستثمار.

وفي الشق الرياضي، دعا عبد الحق التهامي إلى إحداث أكاديمية لكرة القدم وتأهيل البنيات التحتية الرياضية، فيما ركز المخرج هشام الجباري على إعادة الاعتبار للصورة الفنية للمدينة من خلال مهرجان سينمائي ونادٍ للفنون يعززان المشهد الثقافي المحلي.

واختُتم اللقاء بتوصيات تؤكد على ضرورة توحيد الجهود وإرساء مقاربة تشاركية تجمع مختلف الفاعلين والمؤسسات، بما يسهم في رسم خارطة طريق تنموية جديدة لإقليم وزان.

وشهد الحدث حضورًا وازنًا لعدد من الشخصيات الرسمية، والفاعلين الجمعويين، والباحثين والخبراء، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية والمجلسين الجماعي والإقليمي ووسائل الإعلام.

مشاركة المقالة
اترك تعليقاً