زرقاء الشمال
قصيدة:عبدالله سهلال
من جعل منك يا شفشاون زرقاء
متمسحة بالماء والسماء
خرير بخرير, صفاء بصفاء
من السفح الخفيض
إلى القمة الشماء
من أخمص القدمين
الى أعلى الرأس مثل حواء
تغازلين الصخر والشجر
من طلوع الشمس إلى بزوغ القمر
ترفلين في حلة البهاء
مسحة من نقاوة غناء
وهدوء يعانقك نحو الزرقة الفيحاء
كيف لزرقة ماء المحيط
أن تتلبس زرقتك ياشفشاون
في كل مكان
كيف لزرقة السماء
أن تسدل ثوبها على جسدك ياشفشاون
في كل مكان
أزرق في أزرق
في عيون صباياك زرقة
في مائك البارد الأجاج زرقة
في صباحاتك المغردة مع الطيور زرقة
وحتى مساءاتك ترتدي الزرقة
من الساحات المبكرة بالنقاء والفرجة
من الصوامع المغردة بنشيد المحبة
من الفوانيس الرمضانية
من الأهازيج الجبلية
من الأزقة الصاعدة نحو رأس الماء
مسيرة زرقة عبر حمام أوطاء
حيث المقاهي المصطفة بسخاء
تعانقين الزرقة ياشفشاون بسخاء
تمجدين المحبة
تجسدين متعة الوجود
بزرقتك في خديك
في عينيك
في صدرك الحاني
وفي كل منعرجات جسدك الأزرق
لباسك الأزرق في الأزرق
يجعل من زرقتك تسكنني
أو أسكنها سواء
فمن جعل منك ياشفشاون
لون الزرقة جلبابا
ولحافا للعرائس مليحات شفشاون
ودثارا لكل النساء
حتى ترانيم الجبل زرقاء
إنها السيدة الحرة
لم ترض عنك ضرة
أرادتك حرة بلون زرقة الماء
والسماء
البحار الزرقاء حرة
السماء الزرقاء حرة
وأنت ياشفشاون خلقت بين الماء
والسماء
زرقاء
على الدوام حرة.