مسرح المدينة تقدم عملا فنيا عن أهمية التعليم
اهتماما منها بالفعل التربوي، وإيمانا بأهمية التمدرس وبخطورة الهدر المدرسي والأمية، تنخرط فرقة مسرح المدينة الصغيرة حاليا وبدعم من منظمة MZC (نساء في موقع الأزمات) الإسبانية في تقديم عملها المسرحي الجديد “هادي هي الوجبة” تأليف أحمد السبياع إخراج محمد بوغلاد. والعمل يحكي قصة صديقين قديمين السي عسو والسي علي، كلاهما يريد الأفضل له ولأسرته، وكلاهما يحب صديقه ويقدره، خاصة وأن حميد ابن السي علي خطب ابنة السي عسو سمية وقد تم تحديد موعد الزفاف. غير أن خلافا كبيرا يحدث بين الصديقين يهدد سعادة أسرتيهما. ذلك أن السي علي وصديقه عسو لا يجيدان القراءة والكتابة، فهما معا يواجهان عددا من المشاكل من قبيل أقلها أنهما يتصلان هاتفيا بعدد من الأرقام قبل أن يتمكنا من الاتصال بالرقم المناسب. لذلك فقد قرر السي علي تشغيل الأستاذ أحمد معه وهو شاب متعلم، يقرأ له أرقام الهواتف والإعلانات كما يقرأ له العقود الهامة، وبهذا لا تواجهه صعوبات ويحقق الأفضل له ولأسرته. لكن ذلك يثير غضب صديقه عسو لأنه يرى أن الأفضل التعلم ومتابعة التعلم والاعتماد على النفس، وإتمام دروس محو الأمية.
ينمو الخلاف بين الصديقين ويتصاعد إلى أقصاه، حيث يرفض السي علي تزويج ابنه لابنة عسو، وهو ما يهدد سعادة الشابين العاشقين. يقوم الشقاق بين الأسرتين لكن الخطيبين العاشقين يبقيان على علاقتهما خفية. تتسارع الأحداث فيتعرض السي علي للخداع من طرف أحمد فيجعله يوقع على عقد بيع لثلاثة قطع من أراضيه، ثم يختفي أحمد، أمام حزن السي علي، أمام هذه المصيبة تتحد الأسرتان وتعود العلاقة بين الصديقين إلى صفائها الأول، ويتم التنصيص في الخاتمة على أهمية التعليم وخطورة الهدر المدرسي بأسلوب مسرحي موشح بالمواقف الكوميدية الطريفة.
من جانب أخر تحكي المسرحية قصة الضاوية زوجة علي التي لم تدرس مع أن أخاها درس وتعلم لأنه رجل، وهذا يجعلها تواجه الكثير من المشاكل. في مقاب ذلك نجد إصرار السي عسو على تدريس ابنته سمية مكسرا الفكرة السائدة في القرى التي تؤمن بعدم أهمية تدريس الفتاة.
عن ظروف تقديم العرض المسرحي يقول مخرج العمل محمد بوغلاد: نسافر لقرى بعيدة ونحط الرحال في مكان بارز من قرية ما، أحيانا تحت شجرة كبيرة يجتمع تحتها شباب ورجال القرية، وأحيانا في باحة مدرسة، وأحيانا في بيدر وأحيانا فوق هضبة جميلة، أما عن تفاعل الناس فهو فوق الخيال، حتى أن بعضهم يلاحقنا من قرية إلى قرية أخرى، أما ترحابهم فهو يعكس صفاء الإنسان القروي البسيط وتشبثه بفضيلة الكرم والترحاب التين تميزان المغاربة عامة. واعتمدنا في خطة العرض المزج بين رسائل العرض وهي تثمين التعليم والتحسيس بضرورته ثم اللعب على مختلف جماليات المسرح، خاصة الجانب الكوميدي منه، كما وظفنا الموروث اللغوي المحلي والتقاليد المحلية” .
وعن المشروع عامة يقول الأستاذ مصطفى حيون منسق المنظمة الإسبانية “العرض المسرحي التحسيسي لفرقة مسرح المدينة الصغيرة يتم تنفيذه في إطار “برنامج تقوية النظام التربوي و الاجتماعي بشمال المغرب تقليصا لهوة اللامساواة بين الجنسين” المنجز بشراكة بين المنظمة الإسبانية نساء في مواقع الأزمات و نيابات وزارة التربية الوطنية بكل من شفشاون، وزان ، طنجة والعرائش وكذلك مندوبيات التعاون الوطني بشفشاون، وزان والعرائش. الحملة التحسيسية تهدف بالأساس الى التوعية والتحسيس بمدى ضرورة وأهمية ولوج وتتبع الفتاة القروية لمسارها الدراسي على أساس تكافؤ الفرص، وكذلك ملامسة الدور الأساسي للآباء والأمهات في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي كما تستهدف تحفيز مشاركة الآباء والأمهات في العملية التربوية والتعليمية وتنسيق العمل مع باقي الأطراف المتدخلة في فيها خدمة لمصلحة الناشئة المتعلمة.
يقوم بتشخيص المسرحية كل من : مريم الشليح – مريم البرنوصي – محمد عسو- عبد المجيد العمراني – محمد بنعمر – محمد المحساني.
وزان بريس