بقلم د. الشريف الرطيطبي
تحية احترام وتقدير لكافة أعضاء المجلس، باعتبارهم انتخبوا من طرف الساكنة لتسيير شؤون الجماعة والدفاع عن مصالحها، والتفكير في كل ما يعود عليها بالنفع العميم.
أما بعد، أهنئ الجماعة على خطوة جيدة اعتمدتها مؤخرا في تعاملها مع الناخبين وعموم الساكنة والمواطنين، وهي الشروع في إشراكهم في تتبع تدبير الشأن المحلي من خلال النقل المباشر صوتا وصورة لجلسات المجلس، ومناقشات أعضائه لمختلف نقط جدول الأعمال والمصادقة عليها أو التحفظ أو رفضها .وهي بادرة تدخل في صميم الديمقراطية التشاركية التي ينص عليها دستور 2011. وبذلك يصبح الحق في الاطلاع على المعلومة ممكنا ولو عن بعد. لكن!
لكن يلاحظ العديد من المتابعين للنقل المباشر أن الأمر يحتاج إلى تجويد للصوت من خلال تجهيز القاعة تجهيزا يليق بها كقاعة للاجتماعات، عوض حيطانها العادية التي ترجع صدى الصوت فلا يصل للمستمع عن بعد بالدقة الكافية، ويتفاقم الأمر مع استعمال ميكروفون متنقل، في الوقت الذي يبقى لاقط الصوت الوحيد الذي يفي بالحاجة إلى حد ما هو المثبت في مكان مقعد الرئيس.
وثاني الملاحظات هي أن التصوير – الذي تشكر الجهة أو الشخص المكلف به على ما يبذل من جهد لنقل مختلف التدخلات- يبقى في حاجة إلى تطوير وإبداع ليصبح قريبا من التصوير المهني.
وثالث الملاحظات الشكلية هي أن القاعة تبقى بحاجة إلى عناية تليق بهيبة المجلس الجماعي وممثل السلطة المحلية ، أي قاعة تسر الناظرين،وليس قاعة يبقى شكلها الفني على صيغة: ” كيفما اتفق! “
وتبقى النقطة المهمة في جدول أعمال هذه الدورة الاستثنائية المنعقدة يومه الجمعة 10-11-2023 ،والتي أثار التداول فيها انتباهي- ضمن عدد من المتابعين- هي المتعلقة بتنظيم الدورة الثالثة لملتقى دار الضمانة الدولي للذكر والسماع . ولا بد من التنويه بالصراحة والشجاعة والعقلانية التي تمت مناقشتها من طرف المتدخلين. ويتعلق الأمر ب “عدم إشراك المجلس في التحضير والتنظيم!” وتبين من النقاش أن الجهة المعنية وهي “جمعية الصفا لمدح المصطفى” قد تعتبر المهرجان لها وحدها عندما “لم تنزل أعضاء المجلس مكانتهم التي يستحقونها كمحتضنين وشركاء”، سواء في الدورة السابقة أو الدورة المرتقب تنظيمها أيام 16 و17 و18 من نونبر الجاري.
وفي الوقت الذي تم الحديث عن تنسيق لوجستيكي بأمر من رئيس المجلس، عبر باقي الأعضاء عن ألا علم لهم بذلك!
وهم يتسائلون عن مدى مساهمة هذا الملتقى في التسويق الترابي للمدينة والإقليم في غياب أي تنسيق لتحضير الأنشطة الموازية من معارض المنتوجات المجالية ، وغيرها من الأنشطة التي يمكن أن تسوق صورة دار الضمانة، وتخلق رواجا تجاريا وسياحيا بها على غرار أنشطة جمعيات أخرى بالمدينة، وخاصة الموسم الثقافي والديني الذي ينظم بشراكة مع الزاوية الوزانية. وبالتالي” فإن الملتقى ينظم من طرف المجلس الجماعي باسم المدينة بشراكة مع الجمعية وليس العكس” كما أكد على ذلك الرئيس السابق للمجلس.
ويبقى السؤال المطروح هو : هل الجمعية المنظمة ليست على دراية بشروط التنظيم ومبادئ الشراكة مع المجالس المنتخبة، بدءا من المجلس الجماعي وانتهاء بالمجلس الجهوي ؟ هذا الأخير – على حد قول الرئيس السابق -” لا يعد طرفا شريكا معها في هذا الملتقى رغم أنه كان شريكا في مهرجانات بمراكز قروية بإقليم وزان! “
وفي هذا الصدد يتساءل العديد من سكان المدينة والإقليم : هل مسيرو الجمعية أصبحوا يشعرون ألا حاجة لهم لأي شريك أو مشارك، ما دام أن مقدم السهرات الثلاثة يبقى هو” الإعلامي المتميز “الذي قدم سهرات الدورتين السابقين، والذي لا يمكن العثور على نظير له بوزان والناحية، رغم وجود أصوات ووجوه وزانية تتقن التنشيط والتقديم؟!
وهل يمكن تفسير ذلك بأن الجمعية أحست بأن” الدورة الثالثة” سيكون لها ما بعدها! ما دام المهرجان- على حد تعبير أحد الأعضاء- ” أصبح غير قادر على الإبداع بدليل تشابه الدورات في عروضها الفنية وندوتها العلمية التي لا يحضرها سوى أعضاء من الجمعية المنظمة”! وهي الندوة التي يلاحظ ويتساءل المتتبعون لماذا لا يسمح لمثقفي، وخبراء، وعلماء من بنات وأبناء وزان والإقليم بالمشاركة فيها !
وتساءل أحد الأعضاء عن السر من وراء “تقليص منحة وزارة الداخلية لهذه الدورة إلى النصف مقارنة بالدورة السابقة، وعدم الحصول على الرعاية السامية” بعد دورتين”ناجحتين” ؟
هي أسئلة قد تجيب عنها الدورة القادمة بحول الله. أما عن الدورة الحالية فإن العديد من الساكنة لا يستصيغونها في هذه الظروف الاستثنائية ومنها مخلفات كارثة زلزال الحوز،وخصوصيات فصل الشتاء البارد والممطر ،ومشاركة المغاربة معاناة الشعب الفلسطيني في غزة من ويلات الحرب. وهي ظروف لا يستقيم معها تنظيم سهرات عمومية وواحدة خاصة كما هو مكتوب بملصق الدورة!
ملحوظة:
بعد إبداء ملاحظاتهم وتقديم اقتراحاتهم ل” تجويد المهرجان” ، وتعبيرا عن حسن نيتهم وافق الحاضرون في الاجتماع من أعضاء المجلس بالإجماع على اتفاقية شراكة مع الجمعية المعنية لتنظيم المهرجان . الله المعين!