عن دار سليكي أخوين بطنجة، صدر للباحث عبد المجيد بن عبد السلام بودياب كتاب موسوم بـ”جَوْهَرَة الْأَصْدَافِ الْمَكْنَونَة فِي التّعريف بتاريخ وأَعْلَام وَصُلَحَاءِ قَبِيلَةِ ارهونة”، ضمن 621 صفحة من الحجم الكبير.
ويشكل هذا الكتاب، الذي قدم له الدكتور عبد الإله لغزاوي والدكتور مولاي عبد السلام بلغيتي وقرّظه الشاعر المتميز الوزاني أحمد البقيدي، إضافة نوعية للخزانة المغربية والعربية والعالمية ومرجعا للطلبة والباحثين والمثقفين والمهتمين بالتاريخ المحلي.
وجاء المؤلَف التاريخي، الذي يحْتوي على مُقدمة وثلاثة فصول وملاحق متنوعة وخاتمة عامة، لسد الفراغ الحاصل في التوثيق للقبيلة المدروسة التي عرفت نسيانا على مستوى كتابة تاريخها وإبراز محاسنها وتخليد أمجادها؛ فلم تنل حظها من التوثيق والدراسة والتحليل، وعانت الغبن والتقصير والتهميش في ميدان الكتابة والمقاربة التاريخية.
وقارب بودياب في كتابه قبيلة ارهونة الجبلية من زوايا نظر مختلفة في نطاق عمل منوغرافي يرنو إلى الشمول والاستغراق وتشخيص الأوضاع وتتبع التفاصيل، وملاحقة الدقائق، ومعاينة الجزئيات، رابطا بين ماضي القبيلة وحاضرها.
كما انكب الباحث بودياب على دراسة الجانب الجغرافي والبيئي والاقتصادي والاجتماعي والعمراني والثقافي لهذه المنطقة المدروسة، وأولى عناية خاصة بالمرأة الرهونية، فعرّف بشخصيات نسائية على مختلف مجالها تميزت بدور ريادي بالقبيلة المذكورة.
ويعد هذا الكتاب وثيقة تؤرخ لواحدة من القبائل المجاورة لمدينة وزان التي ساهمت بشكل كبير في صناعة التاريخ عبر محطات متنوعة، وهي القبيلة الرهونية التابعة إداريا لقيادة ابريكشة إقليم وزان، كما هو جدير بالذكر أن هذا العمل حاز به كاتبه السبق في بابه.
وقال الكاتب: “لم يأت اختياري لهذا الموضوع بمحض صدفة أو بتفويض مباشر، وإنما جاء استجابة واعية لرغبة دفينة، ترجع إلى أيام الطفولة، فضلا عن انتسابي إلى البيت الرهوني واعتزازي وفخري بموطني، وما يزخر به من أعلام، بعيدا عن التفاخر والتباهي”.
يشار إلى أن بلدة آسجن، القصية بحوالي 9 كيلومترات عن مدينة وزان، احتفت بكتاب “جَوْهَرَة الْأَصْدَافِ الْمَكْنَونَة فِي التّعريف بتاريخ وأَعْلَام وَصُلَحَاءِ قَبِيلَةِ ارهونة” ومؤلفه الباحث عبد المجيد بن عبد السلام بودياب بمناسبة تخليد اليوم العالمي للكتاب؛ عبر حفل قراءة وتوقيع نظمته جمعية الفقيه الرهوني للعناية بالقرآن الكريم وتدريس علومه، وحضره أكاديميون ومهتمون بالثقافة والتأليف والنشر. وقد شكل هذا اللقاء فرصة للنقاش والحوار الجاد وتبادل الأفكار وتلاقحها، وإذكاء من جديد الحركة الثقافية بالمنطقة الرهونية.