مدرسة المصلى بوزان.. إشعاع تربوي يتجدد وفاءً لروح التميز

وزان بريس

حافظت مدرسة المصلى، المعروفة سابقا بمدرسة “الحدادين”، على مكانتها التاريخية كواحدة من أبرز المؤسسات التعليمية بوزان، حيث ظلت على مدى عقود رمزا للتميز التربوي ومقصدًا للأسر الباحثة عن تعليم نوعي لأبنائها، حتى وإن استدعى الأمر تجاوز المسافات بين مقر سكناهم وفضاء المدرسة.

وعلى الرغم من فقدان المدرسة لعدد من معالمها التاريخية بسبب تدخلات غير مدروسة في إطار ما سُمي بـ”الإصلاحات”، فإنها ما تزال وفية لتقاليدها التربوية، خصوصا في مجال التعليم الأولي، الذي يشكل اليوم إحدى أبرز نقاط قوتها.

وقد احتضن فضاء المدرسة، يوم السبت 28 يونيو، حفلا فنيا وتربويا مميزا بمناسبة اختتام الموسم الدراسي، نظمته مربيات التعليم الأولي، في تقليد سنوي دأبت المؤسسة على إحيائه لتتويج مجهودات الموسم.

وشهد الحفل تقديم عروض فنية متنوعة من إبداع براعم المدرسة، مزجت بين المسرح والغناء والتعبير الجسدي، وسط حضور اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية في تقديم فقرات الحفل، في تجسيد حي لقيم التنوع والانفتاح.

وقد حملت مختلف اللوحات الفنية رسائل سامية انتصرت لقيم المواطنة والكرامة والهوية الوطنية، مع إشارات واضحة إلى الأخوة الإنسانية والانتماء الكوني، في تعبير تربوي راقٍ عن وعي مبكر لدى الأطفال بالقيم المشتركة.

الحفل الذي تابعه جمهور غفير، عرف حضور ممثلين عن حركة الطفولة الشعبية، وأطر تربوية من مؤسسة النهوض بالتعليم الأولي، إلى جانب مربيات وأولياء أمور، حيث عبر الجميع عن تقديرهم العميق لجهود الفريق التربوي بالمدرسة، مؤكدين دعمهم المطلق له وتثمينهم لجودة الخدمات التربوية المقدمة لفائدة هذه الفئة العمرية.

وفي أجواء سادها الاعتراف والعرفان، كرّس هذا الحدث صورة مدرسة المصلى كفضاء تربوي نابض بالحياة، يحمل عبق التاريخ ويجدد ارتباطه بالمستقبل من خلال براعم الغد.

مشاركة المقالة
اترك تعليقاً